رسالة من طفلة تركية الى الرسول صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 13 يناير 2009

الدقيقة من عمرك


الدقيقة من عمرك
وجدت أنَ الدقيقة من الزمن يمكن أن يفعل بها فيها خير كثير اما قراءة ايات ، كل آية فيها عشرات الحروف ، كل حرف بعشر حسنات ، فتصبح مئات الحسنات ، ولو حسبت مائة : (سبحان الله وبحمده ) لجاءت في دقيقة واحدة . ومن قال :(سبحان الله وبحمده) مائة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .
وأمررت عيني على ما يقارب اربع صفحات من كتاب في دقيقة واحدة ، وقرات الفاتحة سبع مرات سردا وسرا في دقيقة واحدة ، وبعضهم حسب حسنات قراءة الفاتحة فاذا هي اكثر من الف واربعمائة حسنة ، وتقرأ سورة الاخلاص عشرين مرة سردا وسرا في دقيقة واحدة ، ومن شك فليجرب.
قصدي اخبارك بقيمة الدقيقة الواحدة من عمرك ، وانها تمثل حدثا هائلا في الذكر والتلاوة والدعاء والتدبر والمطالعة والكتابة .
دقيقة واحدة فقط يمكن ان تزيد في عمرك ، في عطائك ، في فكرك ، في فهمك ، في حفظك ، في حسناتك.
دقيقة واحدة تكتب في صحيفة اعمالك اذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها ، فانظر كم من دقيقة ، بل من سعة ، بل من يوم ، بل من شهر ، بل من سنة ذهب منا هدرا ، وضاع منا لغوا وعيثا ، وطار هباءاً منثوراً؟! وليت من ضيعها ينجو رأساً ، لا له ولا عليه ، بل تجد خلاف ذلك من ذنوب وخطايا وسيئات ، والله المستعان .
اقول: في الدقيقة الواحدة تستطيع ان تقول : لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشرين مرة واجرها كعتق ثماني رقاب في سبيل الله من ولد اسماعيل .
وكما سبق فان قراءة :(قل هو الله احد) في الدقيقة عشرين مرة تعادل القرءان كله سبع مرات وذلك لان قل هو الله احد تعادل ثلث القرءان . فكم بربك من فائدة ذهبت ؟! ومن حسنة اهدرت ؟! ومن لحظة سلبت في القيل والقال والغيبة والنميمة ، وتتبع اخبار الناس والغفلة عن الرحيل واللهو في كل باطل ، والتسويف مع كل لاهٍ ؟!
اما في عالم التاليف ، فانك تستطيع ان تكتب في الدقيقة اربعة اسطر من الذاكرة ، ومن النقل السريع خمسة ، اي ما يقارب ثلث الصفحة ، اي انك لو كتبت كل يوم خمسة اسطر لكتبت في الشهر عشر صفحات وفي السنة مائة وعشرين صفحة ، وفي عشر سنوات الف ومائتين صفحة ، بقدر كتاب زاد المعاد لابن القيم ؟، واقل قليلا من تفسير ابن كثير ، ولو قرات كل يوم في دقيقة واحدة عشرين مرة : ( قل هو الله احد ) لقرات في الشهر ستمائة مرة (قل هو الله احد) وفي السنة سبعة الاف ومئتي مرة ، وهي تعادل في الاجر قراءة القرءان الفين واربعمائة مرة .
وقد جربت حفظ بيت شعر فكررته عشرين مرة في دقيقة واحدة حتى حفظته ، فلو حفظت كل يوم بيت حكمة من الشعر لحفظت في عشر سنوات ثلاثة الاف وستمائة بيت شعر ، تكون على طرف لسانك أُ نسا في مجلسك ، وحكيما في منطقك ، وتهذيبا للغتك .
وتستطيع ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم خمسين مرة في الدقيقة الواحدة بصيغة : صلى الله عليه وسلم ، فيصلي عليك مقابلها الله خمسمائة مرة ، لأن الصلاة الواحدة بعشر امثالها .
ويستطيع من صلى ركعتين خفيفتين يقتصر فيهما على الواجبات فقط كقراءة الفاتحة ، وثلاث تسبيحات في الركوع والسجود . اقول يستطيع ان يصليهما فيما يقارب الدقيقة ، فمن صلى كل يوم ركعتين ضحى نافلة صلى في السنة اكثر من سبعمائة مرة ، وكل ركعة فيها سجدتان اي : يسجد في السنة في صلاة الضحى اكثر من الف واربعمائة سجدة .
وفي الحديث الصحيح :(( انك لن تسجد لله سجدة الا رفعك بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة )).
في الدقيقة الواحدة تستطيع ان ترضي الرب ن وتمحو الذنب وان تكتب لك عند الله بها اجرا ، وتمحو بها وزرا ، وتجعلها لك عنده ذخرا ، وتستطيع في الدقيقة مع الدقيقة ان تؤلف ، وان تكتب ، وان تحفظ ، وان تكتب ، وان تنمي موهبتك وان تجود ذاكرتك ، وان تزيد من علمك ،وان تحافظ على وردك وان تعمق ثقافتك ، وتوسع معارفك ، وتنوع مواهبك ، لكن الامر يحتاج يا اخي الى همة ، اعوذ بالله من موت الهمم وبرود العزائم وخسّة الطبع .